إن الحاجة إلى المنهجية  تنبع من كونها الموضوع الأساسي في بنية أي نسق معرفي، وهي المقدمة الضرورية لتأسيس أي علم من العلوم. وعلى ذلك فإنه انطلاقا من التراكمات المعرفية في الأبحاث السياسية، يعتبر البحث السياسي صورة من صور البحث العلمي، ولذلك سيكون مشتملا على نسق من الطرق والأدوات والأساليب التي تستخدم في جمع المعطيات في مجال العلوم السياسية، وفي تحليل هذه المعطيات وتفسيرها والتوقع بشأنها. وبعبارة أخرى فإن أبحاث العلوم السياسية شأنها شأن كل العلوم الأخرى هي بحاجة إلى منهجية بحث تنير الطريق أمام طالب العلم وتبني معارف حقله وحقائقه منطقيا. وكل ذلك انطلاقا من أن لكل علم ركنين أساسيين هما البناء المنطقي لحقائقه، والبناء المنهجي.

      جاءت محاور هذه المادة " منهجية البحث العلمي" متطلعة لتحقيق هدفها الرئيسي متمثلا في تشييد البناء المنهجي لمعارف علم السياسة المتكونة لبناته من طرق البحث وأدواته وأساليبه ومستوياته، وأنساق فهم وتحليل وتنظيم معطياته، وقوانينه ونظرياته. 

     تعتبر مادة منهجية البحث في علم السياسة، إحدى مكونات، أو هي المادة الوحيدة ( محاضرة وأعمال موجهة) المشكّلة للوحدة المنهجية للسنة الأولى علوم سياسية قاعدة مشتركة. تقدّم للطلبة على مدار سداسيين متكاملين في نظام ل م د.