اولا المشكلة الإجتماعية (مفهومها ظروفها وجودها طرق قياسها) 

تمهيد:  تعد المشكلات الإجتماعية من أبرز القضايا السوسيولوجية التي رصدت اهتماما بالغا من قبل العديد من المنظرين و المهتمين بواقع حال المجتمع،  و ما يشهده من تغير تراكمي تدريجي طوري او  فجائي،  ما استدعى التدقيق في معطياته مع ترشيد أساليب البحث و الاستقصاء و التقصي الدقيق في كنه أبعاد و مؤشرات بروز المشكلات الإجتماعية في مجتمعاتنا المعاصرة وفق أسلوب منهجي بحث و في إطار مخطط أكاديمي معرفي. 

1_1 مفهوم المشكلة الإجتماعية: 

تعريف المشكلة الإجتماعية لغة: 

هي نوع من أنواع الالتباس يعتري سبيل الإنسان في أموره و قضاياه،  و الحل هو نشاط ذهني يقوم به الإنسان و يمارسه من أجل التوصل إلى ما يزيل هذا الالتباس و على هذا الأساس لا يتمكن صاحب المشكلة من الوصول إلى الحل إلا عن طريق فهم ما لديه في الواقع الحاضر و ما يريد تحقيقه في المستقبل و معرفة المسافة الموجودة بين الواقع الراهن و المستقبل. (1)

تعددت و اختلفت وجهات النظر في تحديد مفهوم المشكلة الإجتماعية باختلاف اتجاهات و رؤى الباحثين من الناحية الأكاديمية و المعرفية، لكنها اتفقت بإجماع جلي على محاولة حصر أهم أبعاد تجليها على أرض الواقع و فيمايلي رصد لأهم ما أثارته. 

قدم كليرانس مارش سنة 1924 م تعريفا للمشكلة الإجتماعية بأنها: "موقف اجتماعي يجذب انتباه عدد لا بأس به من الملاحظين المختصين داخل المجتمع،  و يستدعي اهتمامهم بما يتطلب إعادة التوافق أو العلاج بعمل جماعي من نوع آخر. " 

أما روبرت ميرتون فيذهب إلى أن: "وجود مشكلة اجتماعية معينة يتطلب أن يكون هناك تعارض مرئي بين ما هو كائن و ما ينبغي أن يكون،  و يفرق بين نوعين من المشكلات الإجتماعية:  المشكلات الظاهرة و هي الحالات التي تدركها المجتمعات على نطاق واسع باعتبارها مؤدية و تحتاج إلى حلول كالجريمة او النزعة العرقية، 

ثم المشكلات الكامنة و هي الحالات المتعارضة مع القيم و المصالح السائدة و لكنها غير مدركة من قبل الجمهور.